لایوجد أدنى شکّ فی أنّ الإسلام أولى الأسرة اهتماماً ورعایةً خاصة؛ کون الأسرة هی النواة الأولى لتکوین المجتمع وأساس کیانه الاجتماعی، ویلزم مواجهة کل مایهدد هذا الکیان وأمنه ومصالحه، ولا یخفى على أحد ما تتعرض إلیه الأسرة فی المجتمع الإسلامی من تحدّیات العالم المعاصر الخارجیة منها والداخلیة وفی شتى المجالات السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة، لکن أخطرها التحدیات الفکریة الثقافیة، فهی کلإعصار الجارف یعصف بنظام الأسرة، یهلهل نسیجها، یربک علاقاتها فیهدد ذاتها وهویتها الحضاریة؛على أثر تکثیف جهود أعداء الدین والإنسانیّة أصحاب المطامع الاستعماریّة، إذ وظّفوا التّطورات التکنلوجیّة لخدمة خططهم الدنیئة ضد الإسلام باستهداف الأسرة المسلمة وإعاقة أداء رسالتها الإنسانیّة، من خلال عملیة التغریب عبر إخلاء المسلمین من ذواتهم الأصیلة؛ بضرب الفکر الدینی لدیهم وإبعادهم عن المعتقدات الأساسیة وتفریغهم من القیم والمبادىء الأخلاقیة وبالتالی إحلال مستوردات غربیة تؤثر فی إحداث سلوکیات فاسدة، بالفعل استفحلت ظواهر تلک التحدیات، وقد تنبّه السید الخامنئی(حفظه الله) منذ عدّة عقود لخطر هذه التهدیدات ونوّه إلى ضرورة معرفة إطارها ومناهضتها؛ بتقویة آلیات المناعة العقائدیة والالتزام الدینی عند أفراد المجتمع الاسلامی. والمعالجة الصحیحة وفق الموازین العقلیة والحکمة التشریعیة فی المنظومة الإسلامیة.
نویسنده(گان):
رحمة محفوظ
چکیده:
کلیدواژه:
تحدیات العالم المعاصر، الأسرة المسلمة، المجتمع الإسلامی