لقد كانت المرأة قبل الإسلام تعيش بعيدة عن مجتمعها حيث تم اقصائها عن ركب الحياة، وهذا الإقصاء قد تمثل في حرمانها لحقوقها التي منحها الله إياها، فعاشت في ذلك المجتمع أسيرة معتقدات باطلة فرضت عليها أن تعيش مهدورة الكرامة كونها أساساً لكل شر وبلاء، فعانت الكثير في ظل مجتمع لا يقيم لها وزناً بل يعتبر وجودها مدعاة للعار والذل، الأمر الذي جعل الكثيرون يصدرون حكماً عليها مفاده أنها لا تستحق الحياة وقاموا بتنفيذ هذا الحكم بدم بارد حيث شاع في تلك الفترة وأد البنات، هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن هناك من أبقى على هذه المرأة لا لشيء وإنما ليستفيد من وراءها إما بتكليفها بالأعمال الشاقة وإما بجعلها أداة لتنفيذ شهواته، فكان هذا هو حال المرأة قبل مجئ الرسالة الخاتمة وعند بزوغ فجر الإسلام كُتب لهذه المرأة حياة جديدة كون الإسلام جاء بأحكام متعلقة بالمرأة تكفل لها العيش بسعادة، فقد جعل منها عنصراً أساسياً في المجتمع الإنساني ومنحها كل الحقوق التي حُرمت منها بل وجعل لها مكانة رفيعة في داخل المجتمع، وكعادة أعداء الله نجدهم يسعون إلى الطعن في الدين الإسلامي، ولعل مسألة الحجاب من المسائل التى ركز عليها دعاة السفور من خلال نشرهم لإدعاءات مفادها أن الحجاب لا يتفق مع ظروف الحياة المعاصرة، أو أنه يحرم المرأة من التمتع بمباهج الحياة، وأنه يعوقها عن الإسهام في خدمة المجتمع وتطوره، وأنه يحرمها من الحرية الشخصية وغيرها من هذه المقولات، ولقد اختاروا نماذج ممسوخة لنساء قٌدمن في المجتمعات على أنهن مسلمات لكنهن في الحقيقة يعشن جاهلية العصر القديم بإطار حديث كونهن أدوات صنعنّ لتنفيذ رغبات الرجال، فهن في الحقيقة سلع تباع وتشترى في أسواق متمدنة شبيه بأسواق الرقيق،، فكانت الحاجة إلى تقديم نماذج لقدوات صالحة كالسيدة الطاهرة فاطمة3 ـ والتي غُيبت عمداً – بهدف ايقاظ المجتمعات من سباتها العميق، وبيان أن المرأة المسلمة تستطيع أن تمارس حياتها الطبيعية وتتعلم وتعمل دون أن يعوقها الحجاب بل يمكنها ان تكون قائدة قادرة على مواجهة التحديات في مجتمعها وتحويلها إلى فرص تخدم مجتمعها والبشرية أجمع كما كان حال السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء3.
نویسنده(گان):
سوسن حسن الفضلي
چکیده:
کلیدواژه:
الحجاب، الحجاب الفاطمی، تحديات العالم المعاصر، الکرامه الانسانیه