الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، بصلاحها وتماسكها وحفاظها على أدورها يصلح المجتمع ويتماسك وبقدرتها على مجابهة الصعوبات والتحديات التي تفرضها المتغيرات العالمية يكون المجتمع قادراً على تحقيق نهضته وقادرا على تحقيق التنمية الشاملة والتي من شروط تحققها، تكريس الكرامة الإنسانية في الواقع المعاش، وكلما تمتع الفرد بالكرامة الإنسانية كلما كانت الأسرة كريمة وبكرامتها تتحقق كرامة المجتمع وكرامة الأمة.
من هذا المنطلق يكون للأمن الأسري أهمية، إذ أنه يعد من مقومات الأمن الإجتماعي بل هو المقوم الأساسي له، من أجل بناء مجتمع صالح، متماسك، قادر على مجابهة التحديات. الأسرة كمؤسسة تتفاعل مع باقي مكونات المجتمع وتشاركهم في جميع شؤون الحياة وهي ليست معزولة عن الأمة الإسلامية بل هي في علاقات عضوية مع المجتمع المحلي ومع الأمة ولا يمكن الحديث عن تنمية شاملة دون توفر الأمن الأسري ولا يمكن الحديث عن أمن أسري في ظل غياب الكرامة الإنسانية. الأمن الأسري مهم وضروري لضمان كرامة الأسرة الإسلامية والنتيجة ضمان كرامة الأمة ووحدتها، وهذه المعادلة تحتاج الى مرتكزات وعوامل عديدة.
الا ان المتغيرات العالمية اليوم تضع الأسرة والأمن فيها أمام تحديات كبرى تتمثل في ظواهر إجتماعية وثقافية وإقتصادية غذتها ثقافات وافدة وأنماط عيش غريبة غزت بيئة مجتمعاتنا الإسلامية عبر العديد من الوسائل وأحيانا تسعى أسرنا للأسف على جلبها وترسيخها في بيئة عرفت باعطاء الاولوية القصوى لمؤسسة الأسرة وأهمية العلاقات فيها والأدوار الطبيعية لها.
وأصبحت بالفعل تهديدات مبنية على العنف الأسري، التفكك، تغيير الأدوار وغيابها احيانا كثيرة. إضافة الى أزمات ومشاكل خرى كنتيجة للمشاكل المذكورة والتي تزيد في تعقيد الأمور.
كثيرة هي التحديات، ولذلك فان الحديث عن الأمن الأسري كمقوم اساسي للأسرة الإسلامية والمجتمع الإسلامي يحتاج ضبط للمفاهم ومعرفة عوامله ومرتكزاته ومعرفة التهديدات التي تواجه حتى يكون الأمن الأسري مصاحبا للأسرة منذ بداية تشكلها الى كل مراحل استمرارها ووجودها وذوابنها يعني تشابكها وإنصهارها في المجتمع وفي الأمة.