لقد انزل الله تعالى الشريعة الإسلامية لتحقيق مصالح العباد، ودفع المفاسد عنهم في العاجل والآجل، فما من حكم في الشريعة إلا وجاء محققاً لمصلحة، أو دافعاً لمفسدة، أو محققاً لهما معاً، وعلى هذا الأساس فقد فرض الله تعالى الحجاب ليحقق مصالح عظيمة، ويدفع مفاسد كبيرة وغير خاف أن الإسلام قد اهتم اهتماماً بالغاً بحماية الأمن و الاستقرار الأخلاقي للمجتمعات حتى لا يقع الناس في الفوضى الجنسية، وغير خاف أيضاً أن لدى الإنسان غريزة جنسية وهي بحاجة إلى إشباع، وقد كان الإسلام واقعياً في تشريعاته، فاعترف بهذه الغريزة وأمن لها متطلباتها ولم يدع إلى قمعها كما فعلت بعض المدارس الأخرى، لكنه أراد لهذه الغريزة أن تتحرك بالشكل الذي لا يسيء إلى الإنسان ذكراً كان أو أثنى، ومن هنا كان المحل الطبيعي لإشباع هذه الغريزة هو الزواج، فحرم الزنا والشذوذ الجنسي، لأنه يمثل انحرافاً عن الخط السوي، ولمنع الفوضى الجنسية اتخذ المشرع الاسلامي جملة من الإجراءات التي تساهم في تحقيق العفة والاستقرار الأخلاقي، ولا يخفى أن للغريزة الجنسية عناصر إثارة ومفاتيح معينة، ولهذا فإذا أريد ضبط الغريزة حتى لا يحصل التفلت الأخلاقي وتشيع الفاحشة والدعارة وينتشر الزنا كان لا بد من سد الأبواب التي تؤدي إلى الفاحشة والتفلت الغريزي، ومن هذه الأبواب فرض الحجاب كوسيلة من وسائل الضبط الأخلاقي وتنظيم حركة الغريزة، فمغزى الأمر بالحجاب هو أن محل تحريك الغريزة ومجالها الرحب هو الحياة الزوجية، فالمرأة مع زوجها والزوج مع زوجته لا حدود للعلاقة الخاصة بينهما، أما المجتمع فله ضوابطه ولا بد من حمايته من التفلت الأخلاقي. إن مشكلة السفور أنه مهد لفكرة التعامل مع المرأة باعتبارها جسداً وعنصر إثارة، والعمل على تقديم المرأة على هذا الأساس لهو أكبر اهانة لها وانتهاك لكرامتها وإنسانيتها، وهكذا شكل السفور المدخل إلى تحويل المرأة إلى وسيلة للاتجار والإغراء فغدت جاذبية المرأة في مفاتن جسدها لا بمقدار وعيها وقدرتها على العطاء.
نویسنده(گان):
ياسمينة مسعود ذبيح
چکیده:
کلیدواژه:
المرأة، الحجاب الأمن الاجتماعي، الكرامة الانسانية