لقد سخر الله لابن آدم كل ما يحتاجه مما يجعله حقا خليفته على الأرض فبالعقل استطاع الانسان أن يصل الى الفضاء وان يطور المركبات والسفن وان يغزو العالم في كبسة زر وهو جالس في بيته في ثورة تكنولوجية عظيمة لم تقف عند حدود ما هو في صالح البشر وتطورهم انما وصلت الى حد تدمير البشرية من خلال السيطرة عليها واستغلالها في ضرب القيم الانسانية وتعاليم الاديان السماوية التي تجتمع كلها حول تقديس الأسرة وصيانتها كما اراد الخالق جل وعلا لما فيها من استمرارية للنسل البشري ولدورها في حفظ المجتمعات الانسانية.
ستبحث هذه الورقة في التقنية الحديثة للعالم الافتراضي الذي غزا العالم وبات من الصعب الوقوف في وجهه لاسيما ان الأجهزة البراقة الحديثة من هواتف وغيرها في متناول ايدي الصغار قبل الكبار، ومدى تاثيره على الأسرة المسلمة التي باتت في خضم هذا البحر المتلاطم من الضخ اليومي وعلى مدار الساعة لكل ما يحرف الانسان عن الطريق المستقيم بعناوين براقة تحمل معنى التجديد والتطور والصداقة المحرمة والترفيه عن النفس بطروحات تستسهل معنى الخيانة وتستبدلها برموز علمية كالتآلف والتوأمة الروحية في ظل غياب المرشد الذاتي والرادع الديني والأخلاقي، ناهيك عن خطورة ما توصل اليه هذا العالم الوهمي من ايحاءات تضع المستخدم له في وهم تحقيق كل ملذاته وأحلامه التي لا يمكن تحقيقها في العالم الواقعي وما لها من آثار خطيرة على النفس التي تندفع الى الانتحار عند مواجهة الحقيقة والوقوع في حبائل الشيطان. وكيف يمكن مواجهة مخاطر هذا العالم الافتراضي وحماية الاسرة المسلمة من شروره وتحويل هذا التهديد الى تقنية هادفة توصلنا الى تحقيق رضى الله تعالى وإرادته في الأرض.