يهدف المقال إلى بيان أن الكرامة الإنسانية هي قيمة فطرية وحق أصيل في الإسلام، ذلك أنها الأساس الذي تُبنى عليه حقوق الإنسان، لأنها تعزز التماسك الاجتماعي وتحقق العدالة والاحترام المتبادل بين أفراده.
ولهذا نرى الإسلام بتشريعاته وتوجيهاته المختلفة، يبني منظومة كاملة لتحقيق الكرامة الإنسانية، سواء في ذوات الأفراد، أو في البناء الاجتماعي، وبما أن التحديات التي تواجه الكرامة الإنسانية كثيرة، وفي كل العصور، فإن هذا يدعونا إلى التساؤل عن كيفية مواجهة الإسلام لها، وكيف استثمر الأسرة، ووجهها لصيانة الكرامة، سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي.
وهذا ما حاولنا الإجابة عنه باختصار في هذا المقال، والذي قسمناه إلى ثلاثة مباحث:
الأول: مفهوم الكرامة الإنسانية وأهميتها في الإسلام، وضرورتها في بناء مجتمع مسلم متماسك يحترم حقوق الإنسان وقيم العدالة، سليم من جمیع الآفات.
الثاني: التحديات الداخلية التي تواجه كرامة المجتمع المسلم، مثل الانحرافات الفكرية والطائفية والانحرافات الأخلاقية، وكيف تؤثر هذه التحديات سلبًا على وحدة الأمة وتماسكها.
الثالث: التحديات الخارجية مثل تأثير العولمة والثقافة الغربية، والبروبوجندا الإعلامية التي تُهدد القيم الإسلامية وتنشر أفكارًا تتناقض مع الأخلاق الإسلامية، وكيف يواجه المجتمع المسلم ظهور أشكال جديدة من الأسر تتعارض مع النموذج الإسلامي التقليدي للأسرة.
ومن أهم النتائج التي توصلنا إليها ضرورة الاهتمام بالأسرة المسلمة وتوعيتها وتثقفيها لأنها تُعتبر الحصن الأول والأهم في حماية كرامة المجتمع المسلم من التحديات الداخلية والخارجية.