۱
۲
۳
11-۹ جمادی الاول ۱۴۴۶
المؤتمر الأول: الکرامة الإنسانیة وتحدیات الأسرة في العالم المعاصر
بتاریخ: ۹ جمادی الاول ۱۴۴۶
المقدمة: نبذة عن سلسلة مؤتمرات «الأمة الواحدة والکرامة الإنسانیة» الدولیة:
نظراً للطاقات الکبیرة والدور المحوري للجامعات الإسلامیة في تحقیق أنموذج «الأمة الواحدة» یسعی المجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة، لتمهید البیئة المناسبة لتحقیق هذه الأهداف. وإنطلاقاً من أهمیة الموضوع أطلق المجمع سلسلة من المؤتمرات في هذا الشأن لتهیئة البیئة المناسبة للأکادیمیین والباحثین والجامعیین لتبادل الآراء حول أهم القضایا والتحدیات التي یواجهها العالم الإسلامي في العصر الحاضر وتقدیم دراساتهم وبحوثهم للإسهام في فهم واستیعاب هذه التحدیات.
والموضوع المحوري لهذه المؤتمرات الدوریة، هو صیانة الکرامة الإنسانیة لکل مسلم والإرتقاء بها في العالم المعاصر. کما نسعی في کل دورة من المؤتمرات التطرق إلی موضوع عام ومحوري یواجهه کل مواطن مسلم في حیاته العامة في عالم متغیّر باضطراد. وما تهدف إلیه هذه المؤتمرات هو حث الأکادیمیین علی تناول هذه التحدیات في الخطوة الأولی وصناعة کرامة الإنسان وتحقیق هدف القرآن الأسمی والأعلی وهو الأمة الواحدة في الخطوة الثانیة.
وبناء علی هذا نؤکد علی ما یلي:
العنوان الأساسي لهذه المؤتمرات هو: «الأمة الواحدة وکرامة الإنسان»
المؤتمر الأول: (مشهد، بتاریخ: 11-۹ جمادی الاول ۱۴۴۶): «الکرامة الإنسانیة وتحدیات الأسرة في العالم المعاصر».
نبذة عن المؤتمر الأول
الضرورة والأهداف
یقول الله تعالی في کتابه الکریم: «...فإنّ ربي غنيٌ کریمٌ»(النمل:40). فالکرامة والشرف لله وحده. إن الصفة الأسمی والأشرف التي یصف القرآن الإنسان بها هي الکرامة التي یعدّها أکبر نعمة وهبها الله لعباده. فالإنسان بما هو إنسان له کرامة وشرف یختص به ویتمیّز به عن غیره من الخلائق. ولهذا یوصي الله الإنسان بالإحترام وإجلال أخیه الإنسان، والترویج للإخاء والعدالة في المجتمع البشري، ونشر العدل وتکریم بني البشر.
فقد یری الإسلام أن الأسرة هي الرکن الرکین للمجتمع وقلبه النابض وهي البیئة الخصبة للتنمیة الأخلاقیة والإنسانیة. فقد وضع الله تعالی التألف والتعاطف لیکون عماد الأسرة؛ فهذا التألف هو عماد الأسرة وبه توطّد أواصر أفراد الأسرة ویشکل سداً منیعاً أمام إنهیار هذا الکیان المقدس.
فقد یشهد العالم في الألفیة الثالثة تطوراً مضطرداً وبلاهوادة في کافة الأصعدة. ولا یقتصر هذا التطور علی الأدوات، والمناهج، والبرامج، وإنما یشتمل علی الأفکار، والتیارات الفکریة، والتوجهات، ونظرة الإنسان إلی نفسه وإلی العالم من حوله وأسفرت عن ظهور تطورات وتغییرات عمیقة وجذریة تشهدها الأجیال المعاصرة في أنظمة التعلیم والتربیة.
ویشکل هذا التطور المتسارع الموضوع الأساسي لهذا المؤتمر الدولي؛ فما هي التحدیات التي تحملها هذه التطورات في طیاتها لکل أسرة وما هي المشاکل التي یمکن أن تخلقها لهذا الکیان؛ إن استغلال طاقات الآکادیمیین وإجادة الإستفادة من طاقات أعضاء الهیئات العلمیة في الجامعات وتفعیل هذه الطاقات وإطلاق مشاریع وخطط لتنمیة الأسرة، والتعاون بین الجامعة والمجتمع في سیاق تحقیق الأهداف والتعاون وتضافر الجهود في العالم الإسلامي لمواجهة التحدیات والتصدي لتهدیدات کیان الأسرة المسلمة من أهم الأهداف التي تسعی هذه المؤتمرات الوصول إلیها وتطبیق مخرجاتها علی المجتمع المسلم.
شرح الموضوع
أدت التغییرات الثقافیة الطارئة في العالم المعاصر، إلی تغییرات متطرّفة وغیر متوازنة في کیان الأسرة وأخلّت بالتکوین المعهود لهذا الکیان والمکوّن الأساس لکل مجتمع؛ فقد ظهرت أنواع غریبة من هذا الکیان مثل الأسرة ذات أب واحد، وحیاة العزوبة، والزواجات المتعددة، والزواج التعاقدي غیر الرسمي، وتبنّي الأب أو الإم، والأسر من دون أطفال، والحیاة المشترکة من دون التزام أحد الطرفین وغیرها، کلها أنواع غریبة وغیر معهودة یشهدها العالم المعاصر. فالطلاق، والزواج المتعدد، وتعدد الزوجات، والعلاقات بین زوج الأم وزوجة الأب، وتبنّي الأطفال، تخلق مشاکل عاطفیة کبیرة، وتشکل تحدیات شخصیة وحتی قانونیة.
ومن جانب آخر، نشهد أن اجتیاح العالم الإفتراضي کافة جوانب الحیاة؛ فانتشار شبکات التواصل الإجتماعي بهذه الصورة العارمة وتعقّد العلاقات الإفتراضیة، وظهور العملات الرقمیة والتداول الرقمي وظهور العملة الرقمیة، کلها خلقت نظم إجتماعیة حدیثة. ففي هذا الفضاء تتحول المنظومة القیمیة والقیم الفردیة، والأسریة، والإجتماعیة، وطرأت تطورات جذریة تفترض إجراء دراسات موسعة.
إن الترویج لحیاة العزوبة واختیار الحیوانات الألیفة للعیش، والتمهید للحیاة المشترکة من دون زواج وإلتزام، وما یطلق علیه الزواج الأبیض، والإعتراف بالمثلیة کزواج کلها قیم لا تمتّ إلی ثقافتنا بل هي من مخرجات الثقافة الغربیة التي تروّج لها بذریعة الحریة. ونظراً لأنّ الإسلام یرفض هذا النوع من الزیجات جملة وتفصیلاً، یستطیع المثقفون والآکادیمیون في العالم الإسلامي ومن خلال تضافر الجهود، والمواجهة الثقافیة، التصدي لمثل هذا الفساد الإجتماعي والعمل الدؤوب علی محاربته بکل تفاصیله. وهذا لا یتسنّی إلا من خلال تضافر الجهود والتعاون بین المجتمع والجامعة ورصد مواطن الضعف الإجتماعیة والفردیة والعمل المضني علی درم الفجوات وتوحید الصفوف لبناء مجتمع سلیم.
۱
۲
۳